دعای عرفه
+ ترجمه
+ صوت
+ شمارنده
+ صدای حسین انصاریان
+ ممانعت از به خواب رفتن تلفن (Wake Lock)
+ چند زبانه
+ نمایش دعا در اعلان
+ دارای Audio Focus و پلیر پیشرفته
+ قابلیت تغییر سرعت
لطفاً پیشنهادات و انتقادات خود را ارسال نمایید.
التماس دعا
الْحَمْدُ
لِلّٰهِ الَّذِى لَيْسَ لِقَضائِهِ دافِعٌ، وَلَا لِعَطائِهِ مانِعٌ،
وَلَا كَصُنْعِهِ صُنْعُ صانِعٍ، وَهُوَ الْجَوادُ الْواسِعُ، فَطَرَ
أَجْناسَ الْبَدائِعِ، وَأَتْقَنَ بِحِكْمَتِهِ الصَّنائِعَ، لَا تَخْفىٰ
عَلَيْهِ الطَّلائِعُ، وَلَا تَضِيعُ عِنْدَهُ الْوَدائِعُ، جازِى كُلِّ
صانِعٍ، وَرايِشُ كُلِّ قانِعٍ، وَراحِمُ كُلِّ ضارِعٍ، وَ مُنْزِلُ
الْمَنافِعِ وَالْكِتابِ الْجامِعِ بِالنُّورِ السَّاطِعِ، وَهُوَ
لِلدَّعَواتِ سامِعٌ، وَ لِلْكُرُباتِ دافِعٌ، وَلِلدَّرَجاتِ رافِعٌ، وَ
لِلْجَبابِرَةِ قامِعٌ؛ فَلا إِلٰهَ غَيْرُهُ، وَلَا شَىْءَ يَعْدِلُهُ،
وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ اللَّطِيفُ
الْخَبِيرُ، وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ . اللّٰهُمَّ إِنِّى
أَرْغَبُ إِلَيْكَ وَأَشْهَدُ بِالرُّبُوبِيَّةِ لَكَ مُقِرّاً بِأَنَّكَ
رَبِّى، وَأَنَّ إِلَيْكَ مَرَدِّى، ابْتَدَأْتَنِى بِنِعْمَتِكَ قَبْلَ
أَنْ أَكُونَ شَيْئاً مَذْكُوراً، وَخَلَقْتَنِى مِنَ التُّرابِ، ثُمَّ
أَسْكَنْتَنِى الْأَصْلابَ آمِناً لِرَيْبِ الْمَنُونِ، وَاخْتِلافِ
الدُّهُورِ وَالسِّنِينَ؛ فَلَمْ أَزَلْ ظاعِناً مِنْ صُلْبٍ إِلىٰ
رَحِمٍ فِى تَقادُمٍ مِنَ الْأَيَّامِ الْماضِيَةِ وَالْقُرُونِ
الْخالِيَةِ لَمْ تُخْرِجْنِى لِرَأْفَتِكَ بِى وَلُطْفِكَ لِى وَ
إِحْسانِكَ إِلَىَّ فِى دَوْلَةِ أَئِمَّةِ الْكُفْرِ الَّذِينَ نَقَضُوا
عَهْدَكَ وَكَذَّبُوا رُسُلَكَ، لَكِنَّكَ أَخْرَجْتَنِى رَأْفَةً مِنْكَ
وَتَحَنُّناً عَلَىَّ لِلَّذِى سَبَقَ لِى مِنَ الْهُدَى الَّذِى لَهُ
يَسَّرْتَنِى وَفِيهِ أَنْشَأْتَنِى، وَمِنْ قَبْلِ ذٰلِكَ رَؤُفْتَ بِى
بِجَمِيلِ صُنْعِكَ وَسَوابِغِ نِعَمِكَ فَابْتَدَعْتَ خَلْقِى مِنْ
مَنِيٍّ يُمْنىٰ، وَأَسْكَنْتَنِي فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ بَيْنَ لَحْمٍ
وَدَمٍ وَجِلْدٍ؛ لَمْ تُشْهِدْنِى خَلْقِى، وَلَمْ تَجْعَلْ إِلَىَّ
شَيْئاً مِنْ أَمْرِى، ثُمَّ أَخْرَجْتَنِى لِلَّذِى سَبَقَ لِى مِنَ
الْهُدىٰ إِلَى الدُّنْيا تامّاً سَوِيّاً، وَحَفِظْتَنِى فِى الْمَهْدِ
طِفْلاً صَبِيّاً، وَرَزَقْتَنِى مِنَ الْغِذاءِ لَبَناً مَرِيّاً،
وَعَطَفْتَ عَلَىَّ قُلُوبَ الْحَواضِنِ، وَكَفَّلْتَنِى الْأُمَّهاتِ
الرَّواحِمَ ، وَكَلَأْتَنِى مِنْ طَوارِقِ الْجانِّ، وَسَلَّمْتَنِى
مِنَ الزِّيادَةِ وَالنُّقْصانِ، فَتَعالَيْتَ يَا رَحِيمُ يَا رَحْمٰنُ،
حَتَّىٰ إِذَا اسْتَهْلَلْتُ ناطِقاً بِالْكَلامِ؛ أَتْمَمْتَ عَلَىَّ
سَوابِغَ الْإِنْعامِ، وَرَبَّيتَنِى زائِداً فِى كُلِّ عامٍ، حَتَّىٰ
إِذَا اكْتَمَلَتْ فِطْرَتِى وَاعْتَدَلَتْ مِرَّتِى أَوْجَبْتَ عَلَىَّ
حُجَّتَكَ بِأَنْ أَلْهَمْتَنِى مَعْرِفَتَكَ، وَرَوَّعْتَنِى بِعَجائِبِ
حِكْمَتِكَ، وَأَيْقَظْتَنِى لِما ذَرَأْتَ فِى سَمائِكَ وَأَرْضِكَ مِنْ
بَدائِعِ خَلْقِكَ، وَنَبَّهْتَنِى لِشُكْرِكَ وَذِكْرِكَ، وَأَوْجَبْتَ
عَلَىَّ طاعَتَكَ وَعِبادَتَكَ، وَفَهَّمْتَنِى مَا جاءَتْ بِهِ
رُسُلُكَ، وَيَسَّرْتَ لِى تَقَبُّلَ مَرْضاتِكَ، وَمَنَنْتَ عَلَىَّ فِى
جَمِيعِ ذٰلِكَ بِعَوْنِكَ وَلُطْفِكَ؛ ثُمَّ إِذْ خَلَقْتَنِى مِنْ
خَيْرِ الثَّرىٰ، لَمْ تَرْضَ لِى يَا إِلٰهِى نِعْمَةً دُونَ أُخْرىٰ،
وَرَزَقْتَنِى مِنْ أَنْواعِ الْمَعاشِ وَصُنُوفِ الرِّياشِ بِمَنِّكَ
الْعَظِيمِ الْأَعْظَمِ عَلَىَّ، وَ إِحْسانِكَ الْقَدِيمِ إِلَىَّ،
حَتَّىٰ إِذا أَتْمَمْتَ عَلَىَّ جَمِيعَ النِّعَمِ وَصَرَفْتَ عَنِّى
كُلَّ النِّقَمِ لَمْ يَمْنَعْكَ جَهْلِى وَجُرْأَتِى عَلَيْكَ أَنْ
دَلَلْتَنِى إِلَىٰ مَا يُقَرِّبُنِى إِلَيْكَ، وَوَفَّقْتَنِى لِما يُزْ
لِفُنِى لَدَيْكَ، فَإِنْ دَعَوْتُكَ أَجَبْتَنِى، وَ إِنْ سَأَلْتُكَ
أَعْطَيْتَنِى، وَ إِنْ أَطَعْتُكَ شَكَرْتَنِى، وَ إِنْ شَكَرْتُكَ
زِدْتَنِى؛ كُلُّ ذٰلِكَ إِكْمالٌ لِأَنْعُمِكَ عَلَىَّ وَ إِحْسانِكَ
إِلَىَّ، فَسُبْحانَكَ سُبْحانَكَ مِنْ مُبْدِىً مُعِيدٍ حَمِيدٍ مَجِيدٍ !
وَتَقَدَّسَتْ أَسْماؤُكَ، وَعَظُمَتْ آلاؤُكَ، فَأَىُّ نِعَمِكَ يَا
إِلٰهِى أُحْصِى عَدَداً وَذِكْراً ؟ أَمْ أَىُّ عَطاياكَ أَقُومُ بِها
شُكْراً وَهِىَ يَا رَبِّ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُحْصِيهَا الْعادُّونَ،
أَوْ يَبْلُغَ عِلْماً بِهَا الْحافِظُونَ ؟ ثُمَّ مَا صَرَفْتَ
وَدَرَأْتَ عَنِّى اللّٰهُمَّ مِنَ الضُّرِّ وَالضَّرَّاءِ أَكْثَرُ مِمَّا
ظَهَرَ لِى مِنَ الْعافِيَةِ وَالسَّرَّاءِ، وَأَنَا أَشْهَدُ يَا
إِلٰهِى بِحَقِيقَةِ إِيمانِى؛ وَعَقْدِ عَزَماتِ يَقِينِى، وَخالِصِ
صَرِيحِ تَوْحِيدِى، وَباطِنِ مَكْنُونِ ضَمِيرِى، وَعَلائِقِ مَجارِى
نُورِ بَصَرِى، وَأَسارِيرِ صَفْحَةِ جَبِينِى، وَخُرْقِ مَسارِبِ
نَفْسِى ، وَخَذارِيفِ مارِنِ عِرْنِينِى، وَمَسارِبِ سِماخِ سَمْعِى،
وَمَا ضُمَّتْ وَأَطْبَقَتْ عَلَيْهِ شَفَتاىَ، وَحَرَكاتِ لَفْظِ
لِسانِى، وَمَغْرَزِ حَنَكِ فَمِى وَفَكِّى وَمَنابِتِ أَضْراسِى؛
وَمَساغِ مَطْعَمِى وَمَشْرَبِى، وَحِمالَةِ أُمِّ رَأْسِى، وَبُلُوعِ
فارِغِ حَبائِلِ عُنُقِى، وَمَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ تامُورُ صَدْرِى،
وَحَمائِلِ حَبْلِ وَتِينِى، وَ نِياطِ حِجابِ قَلْبِى، وَأَفْلاذِ
حَواشِى كَبِدِى، وَمَا حَوَتْهُ شَراسِيفُ أَضْلاعِى، وَحِقاقُ
مَفاصِلِى، وَقَبْضُ عَوامِلِى، وَأَطْرافُ أَنامِلِى، وَلَحْمِى
وَدَمِى وَشَعْرِى وَبَشَرِى وَعَصَبِى وَقَصَبِى وَعِظامِى وَمُخِّى
وَعُرُوقِى وَجَمِيعُ جَوارِحِى وَمَا انْتَسَجَ عَلَىٰ ذٰلِكَ أَيَّامَ
رِضاعِى، وَمَا أَقَلَّتِ الْأَرْضُ مِنِّى وَنَوْمِى وَيَقْظَتِى
وَسُكُونِى، وَحَرَكاتِ رُكُوعِى وَسُجُودِى؛ أَنْ لَوْ حاوَلْتُ
وَاجْتَهَدْتُ مَدَى الْأَعْصارِ وَالْأَحْقابِ لَوْ عُمِّرْتُها أَنْ
أُؤَدِّىَ شُكْرَ واحِدَةٍ مِنْ أَنْعُمِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ذٰلِكَ إِلّا
بِمَنِّكَ الْمُوجَبِ عَلَىَّ بِهِ شُكْرُكَ أَبَداً جَدِيداً، وَثَناءً
طارِفاً عَتِيداً، أَجَلْ وَلَوْ حَرَصْتُ أَنَا وَالْعادُّونَ مِنْ
أَنامِكَ أَنْ نُحْصِىَ مَدىٰ إِنْعامِكَ سالِفِهِ وَآنِفِهِ مَا
حَصَرْناهُ عَدَداً، وَلَا أَحْصَيْناهُ أَمَداً، هَيْهاتَ أَنَّىٰ
ذٰلِكَ وَأَنْتَ الْمُخْبِرُ فِى كِتابِكَ النَّاطِقِ وَالنَّبَاَ
الصَّادِقِ ﴿وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللّٰهِ لاٰ تُحْصُوهٰا﴾؛